وهؤلاء يمكن أن نقسمهم إلى أربعة أقسام:
القسم الأول: الصحابة منهم وهم علي والحسن والحسين.
القسم الثاني: وهم علماء أتقياء من جملة علماء أهل السنة والجماعة وهم ستة:-
1- علي بن الحسين 2- محمد الباقر
3- جعفر الصادق 4- موسى الكاظم
5- علي الرضا 6- محمد الجواد.
القسم الثالث: من جملة المسلمين لم يُعرف له كبير علم، ولا طُعن في دينهم، فهم مستورون، ويكفيهم فخراً نسبهم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهما اثنان:
1- علي الهادي 2- الحسن العسكري.
وأنهما ممن يحق لهما أن يأتيا عند قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وأن يقولا: السلام عليك يا أبت.
القسم الرابع: معدوم لم يخلق: وهو واحد وهو المنتظر، محمد بن الحسن.
أما مكانتهم عند أهل السنة والجماعة، أعني القسمين الأول والثاني:
القسم الأول:
ورأسهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج سيدة نساء العالمين فاطمة بنت محمد رضي الله عنها، وهو رابع الخلفاء الراشدين وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.
قال الحسن البصري: قُتل أمير المؤمنين –يعني: عثمان بن عفان- مظلوماً، فعمد الناس إلى خيرهم فبايعوه –يعني: علي بن أبي طالب- قال أحمد بن حنبل: من لم يُرَبِّع بعلي –أي: بعد أبي بكر وعمر وعثمان- فهو أضل من حمار أهله.
الثاني: الحسن بن علي السبط السيد الإمام ابن الإمام أبو محمد سيد شباب أهل الجنة. قال مساور السعدي: رأيت أبا هريرة قائماً على مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات الحسن يبكي، وينادي بأعلى صوته ويقول: [[يأيها الناس! مات اليوم حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فابكوا]].
الثالث: الحسين بن علي الشهيد السعيد الإمام ابن الإمام أبو عبد الله سيد شباب أهل الجنة مع أخيه رضي الله عنهما.
القسم الثاني:
أولهم: علي بن الحسين ولقبه زين العابدين، قال ابن سعد: كان ثقة مأموناً كثير الحديث عالياً ورفيعاً ورعاً.
قال الزهري: ما رأيت قرشياً أفضل من علي بن الحسين.
قال يحيى بن سعيد: سمعت على بن الحسين وكان أفضل هاشمي أدركته. قال الذهبي: كان له جلالة عظيمة وحق له والله ذلك، فقد كان أهلاً للإمامة العظمى لشرفه وسؤدده، وعلمه وتألهه، وكمال عقله.
وقد حج هشام بن عبد الملك قبيل ولايته للخلافة، فكان إذا أراد استلام الحجر زحم عليه الناس، فإذا جاء علي بن الحسين ابتعد الناس عن الحجر حتى يأتي ويقبل، ثم يكمل باقي الأشواط، فغضب هشام بن عبد الملك نائب الخليفة، وقال: من هذا فما أعرفه؟ وكان بجانبه الشاعر الفرزدق فقال الشاعر:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحــرم
هذا ابن خيـر عباد الله كلـهم هذا التقي النقي الطاهر العلـم
إذا رأتـه قريـش قال قائـلها إلى مكارم هذا ينتهي الكــرم
يكاد يمسكـه عرفـان راحتـه ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
يغضي حياءً ويغضى من مهابتـه فما يـكلم إلا حيـن يبتسم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهلـه بجده أنبيـاء الله قد ختمـوا
الثاني: محمد بن علي بن الحسين وهو الذي يلقب بالباقر.
قال الإمام الذهبي: شهر بالباقر من بَقَر العلم –أي: شقه- فعَرَف أصله وخفيه. ولقد كان أبو جعفر –هذه كنيته– إماماً مجتهداً تالياً لكتاب الله، كبير الشأن، لا نُحابيْه ولا نَحِيف عليه، نُحِبُّه في الله لِما تجَمَّع فيه من صفات الكمال.
وقال ابن كثير: أحد أعلام هذه الأمة علماً وعملاً وسيادةً وشرفاً.
الثالث: جعفر بن محمد، ويلقب بالصادق.
قال الذهبي: الإمام الصادق شيخ بني هاشم أبو عبد الله القرشي الهاشمي العلوي النبوي المدني أحد الأعلام.
وقال أبو حاتم الرازي: لا يُسأل عن مثله.
الرابع: موسى بن جعفر، ويلقب بالكاظم.
قال ابن تيمية: مشهور بالعبادة والنسك.
وقال أبو حاتم الرازي: ثقة صدوق إمام من أئمة المسلمين.
وقال ابن كثير: كان كثير العبادة والمروءة.
الخامس: علي بن موسى ويلقب بالرضا.
قال ابن حِبَّان: من سادات أهل البيت وعقلائهم، وأجل الهاشمين ونبلائهم. وقال الذهبي: كان كبير الشأن أهلاً للخلافة.
السادس: محمد بن علي بن موسى، ويلقب بالجواد.
قال ابن تيمية: كان من أعيان بني هاشم وهو معروف بالسخاء والسؤدد ولهذا سُمي بالجواد.
ومما يدل على محبة أهل السنة لآل البيت ومحبتهم لأهل السنة ما وقع بينهم من المصاهرات وتسمية الأولاد.
المصاهرات:
أولهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
تزوج عائشة بنت أبي بكر الصديق، وهي من تيم.
وتزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب، وهي من بني عدي.
وتزوج أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، وهي من بني أمية.
وزوَّج ابنته رقية من عثمان بن عفان، وهو من بني أمية.
فلما توفيت زوجه أختها أم كلثوم.
وزوج ابنته زينب للعاص بن الربيع وهو من بني عبد شمس بن عبد مناف.
وعلي بن أبي طالب زوج ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب. الكافي (5/346)
وتزوج علي أرملة أبي بكر الصديق أسماء بنت عميس. سير أعلام النبلاء
وتزوج علي أيضًا أمامة بنت العاص بن الربيع، بعد أن توفيت خالتها فاطمة.
ومحمد بن علي بن الحسين (الباقر) تزوج أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وكان جعفر بن محمد بن علي بن الحسين الصادق يقول: ولدني أبو بكر مرتين، سير أعلام النبلاء (6/255)
وأمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وجدته أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.
وأبان بن عثمان بن عفان تزوج أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. الشيعة وأهل البيت (141).
وسكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب تزوجها مصعب بن الزبير بن العوام. طبقات ابن سعد (5/183). وغير هذا كثير.
تسمية الأولاد:
لعلي بن أبي طالب من الأولاد: أبو بكر وعمر وعثمان. كشف الغمة في معرفة الأئمة (2/67).
وللحسن بن علي من الأولاد: أبو بكر. كشف الغمة (2/198).
ولعلي بن الحسن من الأولاد: عمر. كشف الغمة (2/302).
ولموسى بن جعفر من الأولاد: عمر وعائشة. كشف الغمة (3/29).
موقف الشيعة من عموم عترة النبي صلى الله عليه وسلم:
وبعد أن عرفنا موقف أهل السنة في عترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. فلننظر إلى موقف الشيعة منهم.
وسأقسم كلامي إلى قسمين:
القسم الأول: عموم عترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
القسم الثاني: الأئمة الاثنا عشر أنفسهم، وكيف تكلم فيهم الشيعة، وطعنوا فيهم وهذا أمر غريب.
القسم الأول:
1- العباس عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
رووا كذبا عن محمد الباقر أنه قال عن العباس عم النبي، وعقيل أخي علي: [[بقي مع علي –أي: بعد موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم- رجلان ضعيفان ذليلان حديثا عهد بالإسلام، عباس وعقيل]]. وفي رواية أنه قال: [[بقيت بين خلَفين خائفين ذليلين حقيرين، عباس وعقيل]]. الشيعة وأهل البيت (267).
وعن علي بن الحسين أنه قرأ: (( وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا ))[الإسراء:72]، نزلت في العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم. رجال الكشي (52).
2- عبد الله بن العباس الحبر البحر ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وابن عم علي رضي الله عنه لم يسلم منهم أيضاً، فماذا قالوا عنه؟؟!
يروون عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال: [[هل تدرون ما أضحكني؟ قالوا: لا. قال: زعم ابن عباس أنه من الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا -وذكر كلاماً طويلاً- ثم قال: فاستضحكت، ثم تركته يومه ذلك لسخافة عقله]]. الكافي (1/247).
وعن علي أنه قال: [[اللهم العن ابني فلان وأعم أبصارهما كما أعميت قلوبهما]]. رجال الكشي (52). قال المحقق في حاشية كتاب الكشي: ابني فلان كناية عن عبد الله وعبيد الله ابني العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكروا عن علي أنه قال لابن العباس: [[فلما أمكنتك الشدة من خيانة أمة محمد أسرعت الوثبة، وعجلت العدوة، فاختطفت ما قدرت عليه. أما تؤمن بالمعاد؟! أو ما تخاف من سوء الحساب؟! أو ما يكبر عليك أن تشتري الإماء وتنكح النساء بأموال الأرامل والمهاجرين؟!]]. رجال الكشي (58).
3- أولاد الحسن بن علي بن أبي طالب:
عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال: [[وعندي الجفر الأحمر. فقال له عبد الله بن أبي يعقوب: أصلحك الله أيعرف هذا بنو الحسن؟ قال: إي والله، كما يعرفون الليل أنه ليل، والنهار أنه نهار، ولكنهم يحملهم الحسد وطلب الدنيا على الجحود والإنكار]]. الكافي (1/240).
4- محمد بن علي بن أبي طالب أخو الحسن والحسين، والذي يعرف بابن الحنفية لأن أمه من بني حنيفة، فرووا عن علي أنه جمع الناس لإقامة حد الزنا على امرأة، ثم قال: [[لا يقيم الحد مَنْ لله عليه حد. يعني: لا يقيم عليها الحد إلا الطاهرون. قال: فانصرف الناس يومئذ كلهم ما خلا أمير المؤمنين والحسن والحسين. وانصرف فيمن انصرف محمد ابن أمير المؤمنين]]. الكافي (7/187).
5- زيد بن علي بن الحسين، عم جعفر الصادق وأخو محمد الباقر:
عن حنان بن سدير قال: كنت جالساً عند الحسن بن الحسن، فجاء سعيد بن منصور وكان من رؤساء الزيدية، فقال: ما ترى في النبيذ؟ قال: إن زيدًا كان يشربه عندنا. قال: ما أُصدق على زيد أنه شرب مسكرًا. قال: بلى قد شربه. قال: فإن كان فعل، فإن زيداً ليس بنبي ولا وصي نبي، إنما هو رجل من آل محمد.
6- عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب:
عن صفوان الجمال أنه قال: (وقع بين أبي عبد الله وبين عبد الله بن الحسن كلام، حتى وقعت الضوضاء بينهما واجتمع الناس فتفرقا، -وذكر قصة طويلة- قال المحقق في الحاشية: فيه دلالة على حسن رعاية الرحم وإن كان بهذه المثابة، وإن كان فاسقاً ضالاً). الكافي (2/155).
7- إسماعيل بن جعفر الصادق الذي تنتسب إليه الإسماعيلية وهو أخو موسى الكاظم:
يروون عن جعفر الصادق والده أنه قال له: [[أفعلتها يا فاسق؟ أبشر بالنار]]. الكشي (211).
وذكروا عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال عن ولده إسماعيل: [[إنه عاص، لا يشبهني ولا يشبه أحداً من آبائي]]. بحار الأنوار (47/247).
8- موسى بن علي بن موسى أخو محمد بن علي (الجواد):
عن يعقوب بن المثنى قال: كان المتوكل يقول: أعياني أمر ابن الرضا –يعني: محمد بن علي الجواد- أبَى أن يشرب معي. فقالوا له: فإن لم تجد منه، فهذا أخوه موسى قصَّاف، عزَّاف، يأكل، ويشرب، ويتعشق. الكافي (1/502).
9- جعفر بن علي بن محمد، أخو الحسن العسكري، وعم المهدي المنتظر:
عن أحمد بن عبيد الله بن خاقان أنه سأل أباه عن الحسن العسكري؟ فأطراه وأعلى منزلته. فسأله عن أخيه جعفر؟ فقال: ومن جعفر فتسأل عن خبره؟! أوَ يُقرن بالحسن جعفر؟ معلن الفسق، فاجر، ماجن، شريب للخمور، أقلُّ من رأيتَ من الرجال، وأهتكُهم لنفسه، خفيفٌ، قليلٌ في نفسه. الكافي (1/504).
فهل من ينسب هذه الأمور لآل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحبهم؟؟؟
هذا طعنهم في أقرباء النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
أما أئمتهم الاثنا عشر:
1- علي بن أبي طالب:
· ذكروا عن علي رضي الله عنه أنه كان ينام مع عائشة في فراش واحد ولحاف واحد، والنبي بينهما، ثم يقوم النبي يصلي الليل، وعلي وعائشة في فراش واحد وفي لحاف واحد. بحار الأنوار(40/2)
ثم يذكرون في الكافي (7/181)، من وُجد مع امرأة في لحاف واحد يقام عليهما حد الزنا.
·ويروون عن جعفر الصادق أنه قال: [[لما خطب عمر إلى علي ابنته أم كلثوم، قال له علي: إنها صبية. فلقي عمر العباس عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ما لي، أبِي بأس؟ قال: وما ذاك؟ قال: خطبت إلى ابن أخيك فردَّني، أما والله لأُعَوِرَنَّ زمزم –يعني: أدفنها- ولا أدع لكم مكرمة إلا هدمتها، ولأُقِيمَنَّ عليه شاهدين بأنه سرق فَلَأَقْطَعَنَّ يده. فأتاه العباس –يعني: علياً- فأخبره، وسأله أن يجعل الأمر إليه، فجعله إليه فزوجها عمر بن الخطاب]].
·وفي رواية أن أبا عبد الله قال عن زواج عمر من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب: إن ذلك فرجا غُصِبناه. الكافي (5/336).
وهذا لا شك من أعظم الطعن في علي رضي الله عنه، والله إن العربي ليموت دفاعاً عن عرضه، ويشرفه ذلك، ويمدح به، أعلي رضي الله عنه وهو سيد من سادات الشرفاء، وسيد من سادات الأتقياء يقول ذلك فرج غصبناه؟ تؤخذ ابنته غصباً!!
هذا لا يمكن أن يكون من أدنى الأشراف منزلة، فكيف يكون من علي رضي الله عنه؟!
ولذلك احتار الشيعة كثيراً في هذا الزواج، وما عرفوا له مخرجاً إلى أن جاء أحدهم فزعم أنه لما جاء عمر يخطب أم كلثوم بنت علي احتار علي في أمره، ثم دعا امرأة من الجن فجاءته، فقال لها: إن عمر قد طلب ابنتي أم كلثوم، فتزوجيه أنت. فتشكلت الجنية بشكل أم كلثوم ثم تزوجها عمر. وأخفى علي أم كلثوم طول هذه المدة حتى مات عمر. فلما مات جاءت الجنية فأخذت ميراثها من عمر ثم انصرفت وأخرج علي أم كلثوم.
ولعمر من أم كلثوم من الأولاد زيد وحفصة الصغرى وهي غير حفصة أم المؤمنين، وأم كلثوم رضي الله عنها قتل زوجها عمر في صلاة الفجر، ثم قتل أبوها علي وهو خارج لصلاة الفجر ولذلك كانت تقول: ما لي ولصلاة الغداة –تعني: صلاة الفجر- قتل زوجي في صلاة الغداة وقتل أبي في صلاة الغداة!
وكذلك روي عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال: [[أتي عمر بامرأة قد تعلقت برجل من الأنصار، كانت تهواه ولم تقدر عليه، فذهبت وأخذت بيضة وصبت البياض على ثيابها وبين فخذيها، ثم قالت: زنا بي هذا الرجل. فقال عمر لعلي: ماذا ترى؟ فنظر علي إلى بياض على ثوب المرأة وبين فخذيها، ثم حكم بأنه بياض بيض]] أعلي كرم الله وجهه ينظر بين فخذي امرأة غريبة عنه؟ هذا والله أعظم الطعن فيه. بحار الأنوار(40/303).
2- محمد بن علي (الباقر):
عن عبيد الله الدابغي قال: دخلت حماماً في المدينة فإذ شيخ كبير وهو قيِّم الحمام –يعني: المسئول عنه، والحمام يعني الحمامات العامة-، فقلت: يا شيخ لمن هذا؟ –يعني: الحمام- قال: لأبي جعفر. قلت: كان يدخله؟ قال: نعم. قلت: كيف كان يصنع؟ قال: كان يدخل فيبدأ فيطلي عانته وما يليها، ثم يلُف على طرف إحليله -يعني الذكر- ويدعوني فأطلي سائر بدنه. فقلت له يوماً: الذي تكره أن أراه قد رأيته. فقال: كلا إن النورة سترته. الكافي (6/497)
3- جعفر الصادق:
عن زرارة قال: والله لو حدثت بكل ما سمعته من أبي عبد الله لانتفخت ذكور الرجال على الخُشب. الكشي (123).
وعن زرارة قال: سألت أبا عبد الله -يعني: جعفر الصادق- عن التشهد؟ فأجاب. فقال زرارة: فلما خرجت ضرطت في لحيته وقلت: لا يفلح أبداً. الكشي (142)
عن ابن أبي يعقوب قال: خرجت إلى السواد –العراق- أطلب دراهم للحج ونحن جماعة، وفينا أبو بصير المرادي، قلت له: يا أبا بصير! اتق الله وحج في مالك فإنك ذو مالٍ كثير. فقال: اسكت، فلو كانت الدنيا وقعت على صاحبك لاشتمل عليها بكسائه –يعني: جعفر الصادق-.
وأبو بصير وزرارة هذان من كبار رواة الشيعة.
عن أبي عبد الله قال: [[زرارة وأبو بصير ومحمد بن مسلم وبريد من الذين قال تعالى: (( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ))[الواقعة:10-11]]]. الكشي (124)
4- موسى بن جعفر (الكاظم):
قال شعيب: دخلت على أبي الحسن –يعني: موسى الكاظم- فقلت له: [[امرأة تزوجت ولها زوج؟ قال: ترجم المرأة ولا شيء على الرجل]]. قال: فلقيت أبا بصير فقلت له –يعني: هذه الفتوى-، فمسح على صدره، وقال: ما أظن صاحبنا تناهى حكمه بعد. الكشي (153)
بعد هذا كله لنا أن نسأل: من هم أتباع آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم؟ ومن هم محبوهم؟
*بعض الأحكام التي تخص آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم
1- تحريم الزكاة:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الزكاة: (إنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية والذهبي وابن كثير: إذا منعوا الخمس جازت لهم الزكاة.
وهل تحرم الزكاة على نساء النبي صلى الله عليه وسلم؟
الذي ذهب إليه الإمام أحمد أنها تحرم على نساء النبي صلى الله عليه وسلم.
ولكن بالتبعية لا بالأصالة، لتبعيتهن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك أنه أخرج البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مولى القوم من أنفسهم). فظاهر الحديث يدل على أن الصدقة لا تحل لبني هاشم ولا لمواليهم –أي: عبيدهم-، ومع هذا فهي تحل لموالي نساء النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك بريرة مولاة عائشة تُصدق عليها بلحم، فجاءت وأهدته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وعائشة. فقال النبي ما هذا؟ قالت: تُصدق به على بريرة فأهدته لنا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (هو عليها صدقة ولنا هدية)، فأكل منها صلوات الله وسلامه عليه، فلما أجاز التصدق عليها دل على أنها ليست من أهل البيت، ولا تتبع عائشة رضي الله عنها في تحريم الزكاة عليها.
2- الخمس من الغنيمة والفيء.
الغنيمة: الأموال التي تكون بعد القتال. والفيء: بدون قتال.
الغنيمة تقسم خمسة أخماس، أربعة أخماس للجنود الذين شاركوا في القتال، وخمس يقسم خمسة أخماس: لله ولرسوله ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل.
وذوي القربى هم قربى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا يكون في الجهاد فقط.
3- لهم محبة خاصة وإكرام خاص لقرابتهم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أذكركم الله في أهل بيتي! أذكركم الله في أهل بيتي! أذكركم الله في أهل بيتي!).
هذا ونسأل الله تبارك وتعالى أن يحشرنا وإياكم في زمرة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وآل بيته الكرام رضي الله تبارك وتعالى عنهم، والله تبارك وتعالى أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين